ز؟لا تسعى نصوص حداد إلى التحرر من التقاليد الأدبية فقط بل تهدف أيضاً إلى
التحرر من اللغة ذاتها. يقول : " هل أنتَ حر بما فيه الكفاية لتقول لمن تحب
: أحبك , من غير أن تقول له: أنا أحبك ...". هكذا توقعنا اللغة في مصيدتها
فلا تحدِّد عالمنا المحيط بنا فقط بل تحدِّد أيضاً أفكارنا ومشاعرنا ,
وبذلك الحرية الحقيقية قائمة في التحرر من لغتنا أولاً. اللغة لا تمكننا من
التحرر من صياغة " أنا أحبك " بحيث الأنا لها السيطرة الكبرى على عملية حب
الآخر رغم أن اللغة غير محدَّدة ما هي فلا يوجد أحد في عتمة النص. من هنا ,
لا تحرر اللغة سوى ذاتها بينما نحن لسنا سوى محاولات أن نكون لغة. نحن
الماء و النهر كما أوحى الشاعر قاسم حداد : " الماء ليس مهندساً لكي يبتكر
النهر و يشقه , / إنه مجرد راكب يصعد الحافلة / ذاهباً إلى البحر ". نحن
البحر و الموجة أيضاً : " بحرٌ يدرّب الموجة على النجاة / لكنها تغرق/
دائماً تغرق ". هكذا حريتنا كامنة في انصهار عالمنا في كل الأكوان الممكنة
تماماً كما تنصهر الموجة في البحر و تشكّله. من لا يغرق لا ينجو.
الثلاثاء، 18 أغسطس 2015
مشاركة افتراضية
ز؟لا تسعى نصوص حداد إلى التحرر من التقاليد الأدبية فقط بل تهدف أيضاً إلى التحرر من اللغة ذاتها. يقول : " هل أنتَ حر بما فيه الكفاية لتقول لمن تحب : أحبك , من غير أن تقول له: أنا أحبك ...". هكذا توقعنا اللغة في مصيدتها فلا تحدِّد عالمنا المحيط بنا فقط بل تحدِّد أيضاً أفكارنا ومشاعرنا , وبذلك الحرية الحقيقية قائمة في التحرر من لغتنا أولاً. اللغة لا تمكننا من التحرر من صياغة " أنا أحبك " بحيث الأنا لها السيطرة الكبرى على عملية حب الآخر رغم أن اللغة غير محدَّدة ما هي فلا يوجد أحد في عتمة النص. من هنا , لا تحرر اللغة سوى ذاتها بينما نحن لسنا سوى محاولات أن نكون لغة. نحن الماء و النهر كما أوحى الشاعر قاسم حداد : " الماء ليس مهندساً لكي يبتكر النهر و يشقه , / إنه مجرد راكب يصعد الحافلة / ذاهباً إلى البحر ". نحن البحر و الموجة أيضاً : " بحرٌ يدرّب الموجة على النجاة / لكنها تغرق/ دائماً تغرق ". هكذا حريتنا كامنة في انصهار عالمنا في كل الأكوان الممكنة تماماً كما تنصهر الموجة في البحر و تشكّله. من لا يغرق لا ينجو.